وجهة نظر
في البوست السابق كتبت عن خطاب بابا الفاتيكان و أتاني تعليقين وددت تخصيص بوست للرد عليعما لأهميتهما
قال لي شخص أسمى نفسه المصري
يا أخت فريدة اية الغلط لما واحد مسيحى يطالب بحقه فى مصر ؟؟ اية الخلاف اللى عاوز يزرعه بينه وبين المسلم ؟ هل المطلوب أبقى ذليل وأوافق على مجزرة الكشح مثلا؟؟ المسلمين غضبوا من سطرين فى محاضرة فى حين المسيحيين بيسمعوا الشتيمة من الشيخ الشعراوى لمدة عشرين سنة و لم يردوا بلاضافة الى مقالات زغلول النجار و محمد عمارة و محمد سليم العوا و كل هذا فى الجرائد الرسمية يعنى بتشجيع بلدك اللى هى برضه بلدى
و
بالطبع ليس كل المسلمين أعداء لكنهم فى الثلاثين سنة الأخيرة أصبحوا يستجيبوا لأى دعوة لرفض المسيحيين و التعالى عليهم و هذا فى رأى ما جعل البابا يقول هذا التصريح بالذات بعد محاولة تفجير القطارات فى وطنه ألمانيا.هذا بالاضافة الى بن لادن نفسه ألذى يتبنى هذا الفكر
أما ربيع فعلق قائلا
قال لي شخص أسمى نفسه المصري
يا أخت فريدة اية الغلط لما واحد مسيحى يطالب بحقه فى مصر ؟؟ اية الخلاف اللى عاوز يزرعه بينه وبين المسلم ؟ هل المطلوب أبقى ذليل وأوافق على مجزرة الكشح مثلا؟؟ المسلمين غضبوا من سطرين فى محاضرة فى حين المسيحيين بيسمعوا الشتيمة من الشيخ الشعراوى لمدة عشرين سنة و لم يردوا بلاضافة الى مقالات زغلول النجار و محمد عمارة و محمد سليم العوا و كل هذا فى الجرائد الرسمية يعنى بتشجيع بلدك اللى هى برضه بلدى
و
بالطبع ليس كل المسلمين أعداء لكنهم فى الثلاثين سنة الأخيرة أصبحوا يستجيبوا لأى دعوة لرفض المسيحيين و التعالى عليهم و هذا فى رأى ما جعل البابا يقول هذا التصريح بالذات بعد محاولة تفجير القطارات فى وطنه ألمانيا.هذا بالاضافة الى بن لادن نفسه ألذى يتبنى هذا الفكر
أما ربيع فعلق قائلا
مين اللي بيقسم مسلمين و غير مسلمين؟ اعتقد ان احنا اللي بنقسم ، موش المسيحيين اللي بيقسموا ، و عايزه تفهميني ان مافيش اعتقاد مزروع في نفس كل مسلم ، بأن كل مسيحي كافر و مشرك و منحل و فاسد؟
و
يا ترى ايه الديانة اللي المسلمين بيحترموها؟ هل المسلمين بيحترموا اليهود؟ طيب البوذيين؟ طيب الهندوس؟ في الحقيقة انا موش عارف ايه الفكرة او الديانة أو العقيدة أو حتى الرأي اللي المسلمين ممكن يحترموها
حسنا
أنا لا أرد فقط بصفتي مسلمه كإعتبار الإسلام ديانتي و لكني أرد من منطلق فهمي لفكر الإسلام فالإسلام بالنسبة لي فكر و دين
الإسلام لا يشتم في المسيحيه
و قد سمعت هذا التعليق من قبل من صديقه مقربه لي جدا مسيحيه قالت لي " أنتم تقولوا علينا كفارا" يا سيدي الفاضل الإسلام قائم على فكرة أن محمد "عليه الصلاة و السلام " رسولا.. أتى بعد عيسى و هكذا يقول كتاب المسلمين و أن عيسى نبي و نحن نختلف مع المسيحيه في نقطة صلب عيسى
و مثلا الخطاب الموجه في آيه 156و 157من سورة النساء موجه لليهود لأنهم إفتروا على السيده مريم و بالمناسبه مريم لها مكانه في القرآن تعادل مكانتها في المسيحيه..و كل مسيحي يعرف أن اليهود إفتروا على مريم ووشوا بعيسى
يدعي الإسلام أن عيسى لم يصلب
و لكن شبه لهم
و تدعي المسيحيه أن عيسى صلب
و إتفق الإثنان على مولده وأمه و معادة اليهود له
و يتفق الإثنان في وجود الله
إذا مالشتيمه في ذلك
أنا أدعي شيء و أنت تقول شيء آخر و أنا و أنت نؤمن بالله
لقد فصل الله بيننا عندما قال أنه يوم القيامه يحكم فيما كنا فيه نختلف
مع العلم أن هناك آيات كثيره في القرآن توصينا بأهل الكتاب وتقول أن المسيحين هم الأقرب إلينا
أما تلك الآيات التي تتحدث عن عذاب من لم يؤمن بالإسلام
ما الشتيمه في هذا؟؟
أليس هذا هو أساس كل دين
مؤمن و غير مؤمن
ثواب و عقاب
جنه و جحيم
إذا لا أحد يشتم في المسيحين
كتبانا لم يكفر بعيسى و لم يكفر أو يسفه بالديانه المسيحيه
أبدا
لكنه قال أن هناك محمد بعد عيسى
الجميل في الفكر الإسلامي
أن الإسلام لا يوجد فيه أي إجبار
بمعنى
أنه لا إرهاب لأحد لإدخاله في الدين
و لا مساس بالمقدسات الدينيه
كالكنائس و المعابد
و في هذا إحترام للديانات الأخرى
لا هدم لمعبد أو كنيسه
و لا مصادره لحق أي إنسان في ممارسة شعائره الدينيه
هذا هو الإسلام
و الإسلام قائم على كتاب يدعي المسلمون أنه من عند الله
و يقول فيه الله أن عبادته واجبه على الجميع
و هكذا يقول الإنجيل
إذا الهندوس و البوذيون بالنسبه لجميع أهل الكتاب لا يعبدوا الله
طيب
اليهود .. أهل كتاب .. هذا صحيح .. بما و صفهم القرآن؟؟
بأنهم ناقضي للعهد و أنهم قتلو الأنبياء و أنهم مجادلون و مفسدون في الأرض
كل هذا كتبه التاريخ و لا يزال يكتبه حتى الآن عنهم من قبل القرآن و بعده
و إذا قالوا هم أن المسلمون يعادوهم و يتعصبوا
فلينظروا لأفعالهم خير رد عليهم
و يظل الأمر الواقع
أنه لا يوجد آيه واحده في القرآن تحرض المسلمين على القتال دون سبب
إن الجهاد في الإسلام_و هو أحد الأمور التي يعتبرها البعض ماجعلت للإسلام صورة الدين المنتشر بحد السيف_ هذا الجهاد ما هو إلا دفاع عن النفس إن إضطرتنا الظروف له كأن يقتل المسلمون بلا ذنب أو يهتك عرضهم مثلما يحدث الآن
أما الدوله الإسلاميه و الفتوحات الإسلاميه
فإني أطالب من ينتقد تلك النقطه أن يرجع للتاريخ و يقرأ و يفهم أولا
فالفكر الإسلامي لم يقم على نهب المسلمون ثروات الأراضي و دخول البلاد لأجل هذا و لا لإجبارهم على الإسلام .. لا
إن في هذا الدين المسمى بالإسلام نظام إقتصادي يضمن عداله إجتماعيه و رخاء طبقت بالفعل في وقت من الأوقات
و بإمكان الجميع العوده لكتب التاريخ ليقرأوا عن عهد لم يكن فيه فقيرا و الأموال فائضه في بيت المال
إن الحديث عن الفكر الإسلامي يستلزم صفحات
لكني أقر أن هناك البعض من لا يتقبل دين الآخر في المسلمين
و ان هناك المتشدد و هناك المتخلف لكننا نتكلم عن ديانه يعتنقها أكثر من بليون شخص
لا تأخذوا الإسلام من الأشخاص خذوه من كتابه
لأنه من الظلم مثلا أن نحكم على كل المسيحين من خلال شخص معين أو فكر معين أو طائفه معينه
المهم.
أنا حبيت أكتب هذا الرد لأقول
لا ليس بداخل كل مسلم أن كل مسيحي كافر و منحل و فاسد
معاذ لله
و من يفكر هكذا فهو وحده مسئول عن فكره لأن الله لم يأمرنا أن نعامل المسيحين من هذا المنطلق و انا أتحدى شخص يأتي لي بآيه يأمرنا فيها الله أن نسيء معاملة المسيحين لمجرد أنهم لم يؤمنوا بمحمد
و كون كتاب الإسلام يتوعد غير المسلمين بالنار فتلك ليست شتيمه
ألا ينتظر كل مسيحي مؤمن صدق وعد عيسى؟
ألا تقوم أي ديانه على أن الصالح أفضل من الطالح عند الرب؟؟
و في النهايه الحكم عند الله
فى الاية 62 من سورة البقرة بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ 62)صدق الله العظيم
Labels: مقالات
13 Comments:
At 5:08 AM, September 17, 2006 , Mongey said...
ايه لازمة ده كله الموضوع اصلا سياسي بحتليس له علاقة بالدين
كل الي انت شايفه ده سياسي بحت
الناس ديه واقفة ضد الاسلام لاسباب سياسة في الاساس ... عشان كده الكلام في الدين مالوش لازمة لانمن راي الموضوع لو حاولنا نتقصاه هنلاقيه سياسي
At 6:01 AM, September 17, 2006 , Gid-Do - جدو said...
الابنة فريدة
انا جيت اقولك كل سنة وانت طيبة بمناسبة قرب وصول شهر رمضان مع امنية ان يحقق الله كل احلامك ـ ولقيت الموضوع حقول ليكى وكل الناس ان الله عز وجل قال فى الاية 62 من سورة البقرة
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
62)
صدق الله العظيم
ويقول الله فى الاية16 ـ17 ـ 18من سورة
الحج
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ (16
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ـ17
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء (18
صدق الله العظيم
اظن الكلام واصح جدا ومش محتاج تعليق
وملخصة ان الله عز وجل وليس غيرة هو صاحب الكلمة الاولى والاخيرة بين كل الناس وكل عام وانتم بخير
At 10:04 AM, September 17, 2006 , Anonymous said...
المشكلة إن بعض الأخوة المسيحيين بدأوا يستغلوا كلمة الإضطهاد بسبب الدين ضدنا لما يحبوا ياخدوا حاجة مش حقهم
مثلا ماما كانت موجهة في التربية و التعليم و أشهد لها إنها عمرها ما ميزت حد عن التاني بسبب دينه مع العلم إن معظم الموجهات معاها مسيحيات
في بداية السنة الدراسية بتوزع التعيينات الجديدة على المدارس حسب حاجة كل مدرسة وحسب تقدري كل واحدة معينة
لما المسيحية مبتروحش مدرسة قريبة بسبب تقديرها الضعيف أو أحد المدرسات القدام عايزة تتنقل لكن المكان اللي عايزاه مش محتاج
بيقدموا شكوى ضد والدتي بإنها مضطهداهم بسبب دينهم و بالتالي وكيل الوزارة علشان يريح دماغه بيروح ناقلهم
للأسف كتير بدأوا يستخدموا الكارت ده مع إن معظم الكلام ده مش حقيقي
على الأقل إذا كانت الحكومة هي اللي بتميز مش معقول ناخد الشعب كمان في الرجلين و ندعي إنه بيميز وبالتالي مينفعش يدعوا إن الإسلام دين عنصري في النهاية
طب معلش إذا كانت الحكومة ظالمة (و للعلم ظلمها للجميع ) إيه دخل الإسلام كدين في الموضوع!!!!
للأسف واضح إنها كلها بسبب مطامع سياسية و فوايد هيطلعوا بيها
At 10:45 AM, September 17, 2006 , salateenoo said...
إضافة لكلامك:
كل المسلمين يعترفون بسيدنا عيسى كنبي مرسل من عند الله ...عكس المسيحيين الذين لا يعترفوا بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.. وهذا بإعتراف مسيحيين كثيرين أعرفهم...فهم لا يؤمنوا بالإسلام ولا بالرسول الكريم
لقد فضل الله السيدة مريم العذراء على نساء العالمين وقد نزل هذا الكلام من الله على سيدنا محمد.... وهذا دليل على الحيادية التي نزل بها الإسلام ...وأن القرأن منزل من عند الله .... وإذا سيدنا محمد أراد إفتراء بوجه غير حق ...كان قد أعطى هذه المكانة لإحدى زوجاته أو بناته من المسلمات ...
At 12:50 PM, September 17, 2006 , farida said...
عزيزي مونجيي
الاول أهلا بيك
الكلام ده أنا مقتنعه بيه و قلته في البوست اللي فات
لما كتبت
يجب علينا أن نعلم أننا مهما دافعنا أو تكلمنا فلا فائده
النظره لنا لن تتغير لأنها نظره لها أسباب و مطامع سياسيه
لكن بصراحه السؤال إن كان كل مسلم يرى كل مسيحي فاسق و كافر
بصراحه اتضايقت لأن ده مش جوايا خالص و لا اتربيت كده
جدو
كل سنه و انت و اسرتك كلها بألف صحه و سلامه
و رمضان كريم علينا جميعا
شكرا لتعليقك
أنا أضفت الأيه في البوست
ألف شكر
me2.
في مسيحين بيستغلوا انهم قله
بس دول كمان قله
يعني انا قابلت ناس كده
و قابلت ناس محترمه جدا
و في النهايه انا مقدره كونهم أقليه يعني أكيد ده بيعمل نوع من الحساسيه لأن مش الكل بيعرف يتعامل صح
سلاطينو
فعلا السيده مريم لها مكانه عظيمه في القرآن
و يا ريت اللي كتب لي اننا لا نحترم اي حد غيرنا
يقرأ عن هذا
نحن نطلق على بناتنا مريم تيمنا بتلك السيده العذراء
التي هي أفضل نساء العالمين
At 8:59 PM, September 17, 2006 , admelmasry said...
جميل جدا يا فريده
بس وقعتي في نفس الغلطة اللي بيقع فيها كل واحد يتكلم في الموضوع ده
القران بتاعنا بيوصينا
القران بيبجل عيس ويحترم مريم
القران بيقول وييوصي
لكن مين من المسلمين بينفذ ؟
فعلا داخل كل مسلم يا اخت فريدة .. من يطالبة بتكفير المسيحي وعدم التعامل بل وتحليل قتله في بعض الاحيان
هل تعتقدي ان هناك من يرفض ان يشرب او ياكل معهم ؟
هل تعتقدي ان هناك من يرفض ان يشري شيء من الباعة المسيحين ؟
كل ذلك له عوامل كثيرة علي مر السبعين عامل المنصرمة
في مذكرات اللورد كرومر يتحدث عن المصرين
ولن تستطع ان تفرق ايهما المسلم والمسيحي الا عندما يدخل هذا الجامع ويدخل هذا الكنيسة
شهادة عضو .. تشير بسماحة شعب
الان كل منا مميز المسلم واضح والمسيحي واضح
لبس مختلف
اسماء ذات صبغة دينية
اسلوب حياه مختلف
تعليم مختلف
موروثات جدت علي الطرفين
احتقان في الطرفين
كل ده ادي لاختفاء التوحد اللي كان موجود بالفعل بين المسلمين والمسيحين واللي مش موجود بس الا في المناسبات .. لما يتكلم شيخ الازهر او البابا
دعينا نضع الامور في نصابها .. منذ ثلاثين عاما وقد تعرض المجتمع المصري لهزة عنيفة في فكرة ادت الي الرجوع الف سنه الي الوراء
عندما قام السادات بتقوية جبهة الاخوان المسلمين
والتي كانت تتعامل بمطنق القوة مع المسلمين .. فما بالك بغيرهم
ثم هجرة المسلمين منهم الي دول الخليج والتاثر بالفكر الوهابي .. وعودة النساء مرتدية النقاب
وايضا هجرة المسيحين الي دول اوربا .. وانطلاقهم بحرية هناك
الا يجعل كل هذا سبيل الي اختفاء الوحده التي كانت موجودة بالفعل
At 1:54 PM, September 18, 2006 , farida said...
عادل
تعلقك موضوعي و شامل
لكن لازال هناك الكثيرون ممن لا يجدوا حرجا من تكوين صداقات وطيده مع المسيحي
لا زلت لا أعمم أن داخل كل مسلم تفرقه
التفرقه لها اسباب منها ما أوردت
و منها محاولات خارجيه لإشعارنا بالفارق
شكرا لتعليقك
At 1:35 PM, September 19, 2006 , admelmasry said...
والله اسمي ادم
At 1:36 PM, September 19, 2006 , Anonymous said...
شكرا يا أخت فريدة على الرد:
واضح اننى لم أوصلك للنقطة ألتى اريدها ....أنا كنت اقصد ان اولا انا لا أهتم بما قاله القرأن عن المسيحيين لأن أكيد هناك اختلاف وجهات نظر وتفسيرات حتى بين المسلمين أنفسهم و مش ممكن حاستشهد بتفسير و أهمل الأخر انا اللى مزعلنى ليه الدولة كانت بتشجع لوقت طويل لاعتداء على المسيحيين و أذكر هنا حديث للبابا مع درية شرف الدين انه لما مرة اشتكى المسيحيين
للسادات من الجماعات الأسلامية فى الجامعة غضب جدا و قال ما حدش يعمل لهم حاجة دول أولادى .
فضلا عن كتاب خريف الغضب اللى أوضح فيه محمد حسنين هيكل مدى تشجيع الدولة للتطرف.
يعنى مثلا الشيخ الشعراوى كان ينتقد المسيحيين فى التليفزيون مما كان يثير ضحك المصلين و أنت تعرفين أن الشيخ الشعراوى قمة فى التفسير فبالله عليك كم من المسلمين سيأخذ كلامه مأخذ الجد و ما حدش حايقدر يراجعه حتى الدولة نفسها وطبعا المسيحيين مش حايطالبوه باعتذار
أنا لا يهمنى أن حد يكفرنى أم لا ...المهم هو حايتعامل معى ازاى و ده اللى الأوروبيين اكتشفوه وسبقونا له
المجتمع هناك اكتشف دور الدين بدون انفعالات و بيحاول اللايسقط فى فخ الفتنة
المسيحيين كلهم بيطالبوا بمعاملتهم بحياد بدون فرز
يعنى مثلا لا نطالب ببناء كنيسة بدون الحاجة لها لأن الموضوع مش تحدى و فرض كلمة
كلمة اخيرة : لقد استطاعت الجماعات الأسلامية فى عمل مل فشل فيه الاستعمار و هو تفريق المصريين .
At 3:19 PM, September 19, 2006 , farida said...
آدم
حقك عليا
انا مش عارفه ليه جاي معايا عادل المصري
العتب على النظر
.........
egyptian
في رأيي أن السادات أخطأ عندما أطلق اليد لجماعة الإخوان المسلمين
و إزدهار جماعة الاخوان الان ما هو إلا رد فعل للشعب المقهور الرافض لظلم الحكومه لهم
أي أن وجودهم هو نوع من التوازن و المعادله
و لا يعبر عن الإتجاه الفكري الحقيقي لعامة الشعب
و انا كمسلمه أقول لك أننا نكره تذمتهم و نفاقهم فهم يأمروا بالدين و لا يتبعوه كما ينبغي
رجالهم مليئي بالعقد النفسيه و نسائهم تاركين بيوتهن بإسم الدعوه
أنا اعرف العديد من الإخوان شخصيا
و لا أراهم يعبروا عن الإسلام الحق
و قد يكون رأيك صحيحا
إن كانوا يثيروا حفيظتنا نحن المسلمين
ما بال مشاعر المسيحين
الأمور كلها سياسيه بحته هذا ما حاولت قوله
لا تعبر عن الفكر الإسلامي و لا عن فكر الأغلبيه
أما عن الشيخ الشعراوي فربما يكون قصدك سخريته من الفكر المسيحي القائل أن الله ثلاثه
أو ان عيسى ابن الله
و ده كلام القرآن
و زي ما قلت لك دي مش شتيمه و لا سخريه
رب المسلمين في كتابهم بيقولهم كده
على العموم أشكرك لمناقشتك الموضوعيه
و ارجو مكونش ضايقتك بأي شيء
مع خالص إحترامي
At 8:44 PM, September 19, 2006 , Anonymous said...
لأ طبعا مافيش مشكلة بالنسبة للكلام ده أنا باعترض على الشيخ الشعراوى فى أنى مرة شفت له تسجيل فى قنلة دريم و هو بيفسر الأنجيل من وجهة نظره الأسلامية دون الأخذ بالتفسير المسيحى للأية ( شىء مشابه لأسباب النزول ) .
الحقيقة ان انتقاد الدين المسيحى فى حد ذاته ليست به مشكلة للمسيحيين ..المشكلة فى أنه ليست هناك أية مساحة للرد فى وسائل الاعلام العامة ....يعنى أكيد أن فيه مسلمين لديهم تساؤلات مشروعة جدا أو لديهم هجوم و سخرية على الدين المسيحى و أكيد أننى لدى اجابات على تساؤلاتهم و لكن هذه الاجابات ممنوعة من الوصول للعامة . فكما أن المسلمين يروا أن دينهم لم يصل بطريقة سليمة للاخرين هكذا الأقباط أيضا و هذا ليس بغرض تغيير الدين و لكن بغرض ايضاح موقف و فكر و عقيدة .
أنا مثلا لو سافرت الهند سوف أكون شغوف برؤية المعابد الهندوسية و معرفة هذه الديانة و هذا لايعنى أن أشك فى المسيحية .
ياريت نبقى زى أوروبا ....طلما لك حق سوف تأخذه لأن مجرد محاولة اضطهاد المسلمين فى أوروبا يعنى أن المجتمع هناك ممكن ينزلق للطائفية و هو مرفوض تماما .
يعنى أنا أعرف واحد قريبى فى انجلترا عنده مشاكل لأنه مصرى فى حين أن الدولة هناك بترحب بتعيين أى واحد باكستانى لأنه معاه جواز سفر انجليزى ...المعيار هو المواطنة و ليس الدين .
عكس ما يحدث فى مصر ...أى واحد دارس زائر فى الأزهر أكيد أن له أفضلية عن أى واحد قبطى .
بالنسبة لحديث البابا : أنا قرأته بالعربى و الألمانى الجزء المعترض عليه ممكن يفهم فى أنه فى سياق حديث شخصين واحد منهم اعترض على مفهوم معين فى الأسلام يعنى مثل بعض ايات القرأن تسجيل لفكر معارض للفكر المسيحى و يتم تكراره ألاف المرات كل يوم و لكن هذا لايدعو المسيحيين للغضب . كما أن المحاضرة لم يكن بها تسفيه للاسلام بل كانت تتكلم عن "اللوجوس " أو عقل الله المتكلم أو طريقة ايصال الانجيل لشعب لا يعترف اللا بالمنطق أو ممكن نقول أن البابا استرشد بالحديث فى جزئه المنطقى و ليس الدينى
و لا ننسى موقف الفاتيكان من قضية الرسوم المسيئة و حرب العراق . أنا مثلا أعرف أستاذ لاهوت ألمانى متدين جدا و يدافع عن البابا تم التحقيق معه من قبل المباحث الفيدرالية الأمريكية بسبب موقفه من الحرب على العراق ( يبدوا أنه رمى السفارة بالطوب !!! )
At 5:21 AM, September 27, 2006 , farida said...
egyptian
شكرا لمناقشتك المحترمه و الموضوعيه
كلامك في كتير صح
و اتمنى تكون فهمت قصدي
فعلا نقطة الالام دي مهمه
ازاي مفيش وجود اعلامي لبرامج مسيحيه!!!؟
بس صدقني العيوب عيوب دوله
معيوبه مع الكل
و لا علاقه لها بالاسلام و اصل فكره
.....
مهما كانت مبررات البابا
الكلام كان واضح
رأيه في ديننا هو حر فيه
لكن التحريف في التاريخ
يضايق
.يعني محمد لم ينشر الدين بحد السيف
مثلا انا لا استطيع ان اقول ان عيسى نشر دينه بالسحر و الخداع مثلا
او ان اليهود لم يضروه ابدا
من حقك ان تنتقد محمد
لكن لا تقول عنه ما ليس فيه
فاهمني
و على العموم شكرا لزيارتك
و تعليقك
و صدقني انا فاهماك
اتمنى تكون فاهمني
At 7:40 AM, October 30, 2006 , Anonymous said...
من أيام أفلاطون (430 – 348ق.م) وكتابه "الجمهورية" ثم من عصر أبي نصر الفارابي (260 – 339هـ) وكتابه "المدينة الفاضلة" إلى زمن السر توماس مور (1478 – 1535م) وكتابه "يوتوبيا".
من تلك العصور والأزمان – إلى يوم الناس هذا - والإنسانية تحلم بالجيل المثالي الذي يود البشر لو يظفرون به فيتخذونه قدوة لهم فـي السلـم والحـرب،
والمَنْشط والمكره، في مختلف أطوار الحياة، ليكون لهم من كماله الإمكاني المثل المقتدى به في كمالهم الإنساني.
هي أمنية من أماني الشعوب والأمم، من أقدم الأزمان إلى الآن تحدّث عنها الحكماء، وتغنّى بها الشعراء، وترنّم بها رخيم أصوات الهاتفين، وهمس بها صفوة الضارعين والمناجين، من كل صادح أو باغم.
بل إن "الجيل المثالي" هو الذي دعا إلى تكوينه وعمل على تحقيقه الأنبياء من أولي العزم، وهو الذي تمناه الحكماء وأهل العلم، وهو الذي كانت الإنسانية ولا تزال إلى شبحه المرجى في أحلام يقظاتها وفترات غفوتها.
تريث موسى بقومه في آفاق العريش، وبرية سيناء وصحارى النّقب، وحوالي بئر سبع أربعين حولاً يلتحف معهم سحائب السماء ويفترش الغبراء، وهو يحاول أن يربي منهم جيلاً مثالياً يستنّ بسنن الله، ويتخلّق بأخلاق الرفق والحزم والتضحية والاستقامة والاعتدال فيرضى بها عن ربه ويرضى ربه عنه، ثم مات موسى ولما يبلغ من أمته هذه الأمنية.
ونبغ في الصين حكيمها الأعظم كونغ فوتس الذي عرفناه من طريق الإفرنج باسم "كونفوشيوس" (550 – 479ق.م) ولا شك أنه كان من أصدق الدعاة إلى أن يتعامل الناس بالمروءة، لكنه لم يرتفع بدعوته إلى تخليص الصين من عبوديتها لابن السماء "الإمبراطور" ولما في السماء من شمس وقمر وكواكب وسحائب ورعود وصواعق وأمطار، ولا إلى تخليصها من عبادة الأرض، وما في الأرض من جبال وبحار وأنهار، ولا من أرواح الآباء وما تقيمه في سبيلهم من حدود وسدود وقيود.
وقد أخفق كونغ فوتس في كل ما قام به من دعوة في أرجاء الصين، فعاد إلى بلده يؤلف الصحائف في الدعوة إلى المروءة، وقد رأينا تفصيل ذلك في كتابه "الحوار" ثم مات وليس له من المتأثرين بدعوته إلا عدد قليل من تلاميذه، وبقيت الصين هي الصين من ذلك الحين إلى الآن..
وأعلن حكماء اليونان مذاهبهم في الحكمة وتهذيب النفس، فصنفوا في ذلك المصنفات، وألقوا به الخطب.
وقد اشتطوا في كثير مما صنفوا وخطبوا، وكتاب "الجمهورية" لأفلاطون من أبرز الأمثلة على هذا الشطط، ثم انقضى زمن حكماء اليونان وحكمتهم، دون أن تعمل شعوبهم بما دعوها إليه، لأن الدعوة والمدعوين للعمل بها لم يكونا أهلاً لذلك.
وعالج المسيح في فلسطين عقول مواطنيه من العامة والخاصة ممن كانوا يقصدون هيكل أورشليم، أو يتسلقون جبل الزيتون ويترددون على شواطئ بحيرة طبريا وحقول أرض الجليل وحدائقها، فلم يستجب لدعوته إلا عدد ضئيل لا يكاد يسمى جماعة فضلاً عن أن يكون أمة.
إن الإنسانية من أقدم زمانها، وفي مختلف أوطانها، لم تشهد "الجيل المثالي" إلا مرة واحدة حين فوجئت بإقباله من صحارى أرض العرب يدعو إلى الحق والخير بالقوة والرحمة، فكان ذلك مفاجأة عجيبة لكل من شهد هذا الحادث التاريخي الفذ من روم وفرس وآراميين ولاتين وسكسونيين وصقلبيين وغيرهم.
كانت المفاجأة – بمصدرها وكيفيتها، وأطوارها - ثم كانت عجيبة العجائب بنتائجها التي لا تزال من معجزات التاريخ.
أين كان هؤلاء؟ وكيف تكوّنوا على حين غفلة من الأمم؟ وما هذه الرسالة التي يحملونها؟ وكيف نجحت؟ وما هي وسائل نجاحها؟
سلسلة من الأسئلة لا يكاد الناس يتساءلون بأولها حتى يفاجؤوا بما ينسيهم تاليه أوله. إلى أن رأوا من صفات هذه الأمة المثالية ما أيقنوا به أنها تحمل إلى الإنسانية رسالة الحق والخير، وأنها تترجم عن رسالتها بأخلاقها وسيرتها وأعمالها، وأن الذي اعتقدته وتخلقت به ودعت الأمم إليه هو الحق الذي قامت به السموات والأرض.
وكما تساءل الناس عن هذه العجائب في زمن وقوعها، ثم أنساهم بعضها بعضاً، كذلك نحن نتساءل اليوم عن كثير من أسرارها، بالرغم من ضياع العدد الأكبر من المراجع فيما احترق من بيوت الفسطاط ومدارسها وجوامعها مدة أربعة وخمسين يوماً(2)، وفيما غرق بمياه دجلة أيام ابن العلقمي ومستشاره ابن أبي الحديد، وفيما خسرناه بضياع الأندلس وكوارث الحروب الصليبية، وفيما فرطنا به في أزمان الجهل والانحطاط - بالرغم من كل هذا - فإن النفوس استيقظت الآن لدراسة أحوال "الجيل المثالي" الفذ الذي عرفته الدنيا، ولنقد الأصيل والدخيل من أخباره، وتحليل عناصر الخير التي انطوى عليها، ومعرفة الأسباب التي صار بها جيلاً مثالياً لتستفيد الإنسانية من الاقتداء به والتأسي بسننه وأخلاقه وتصرفاته.
وأول ما نعلمه ونؤمن به من أسباب الكمال في هذا الجيل المثالي أنه تلقى تربيته على يد معلم الناس الخير خاتم رسل الله المبعوث بأكمل رسالات الله صلى الله عليه وسلم إن هذا السبب في طليعة أسباب الكمال لهذا الجيل المثالي، لا يشك في ذلك عاقل فضلاً عن مؤمن، ولكن يحق لنا أن نتساءل: ألم يكن موسى أحد المبعوثين برسالات الله؟ ألم يتح لموسى أن يعاشر قومه في الحل والترحال معاشرة تربية ودعوة أكثر من أربعين؟ ومع ذلك فقد جاء في "سفر العدد" من التوراة الموجودة الآن في أيدي قومه (14: 26 - 27) ما نصه:
"وكلم الربّ موسى وهارون قائلاً: حتى متى أغفر لهذه الجماعة الشريرة المتذمرة علي؟".
"في هذا القفر تسقط جثثكم جميعاً، المعدودين منكم حسب عددكم، من ابن عشرين فصاعداً الذين تذمّروا عليّ".
أين -من أصحاب موسى هؤلاء- أصحاب محمد، عليهما صلاة الله وسلامه، يوم سار بهم إلى بدر وهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ليناجزوا ثلاثة أضعافهم من أهل الرجولة والحماسة والبأس، فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم بهذه القلّة القليلة من أصحابه وادي زفران، أراد أن يختبر إيمانهم، فأخبرهم عن قريش، واستشارهم في الموقف، فقام الصديق الأعظم أبو بكر فقال وأحسن، ثم قام عمر بن الخطاب الذي أعزّ الله به الإسلام فقال وأحسن، ثم قام فارسهم المقداد بن عمرو "الأسود" الكندي فقال:
"يا رسول الله، امض لما أراك الله فنحن معك والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه".
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً ودعا له. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أشيروا عليّ أيها الناس".
فقال له سعد بن معاذ سيد الخزرج وأقوى زعيم في الأنصار:
"والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟".
قال: "أجل".
قال سعد:
"فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئنا به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع ، والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلّف منّا رجل واحد، وما نكره أن تلقى عدونا غداً. إنّا لصبرٌ في الحرب، صدق في اللقاء، لعل الله يريك منّا ما تقرّ به عينك، فسر بنا على بركة الله".
وقد كان عملهم أبين من قولهم وأصدق.
هكذا كانوا في مواقف البأس وعند الشدائد، ورأيناهم في تحري الحقوق وإذعانهم للإنصاف والعدل في حياتهم السلمية كما تحدثت عنهم أم سلمة رضي الله عنها -فيما رواه عنها الإمام أحمد في "مسنده" وأبو داود في "سننه"- قالت:
"جاء رجلان يختصمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواريث قد درست، ليس بينهما بيّنة، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنكم تختصمون إليّ، وإنما أنا بشر، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، وإنما أقضي بينكم على نحو مما أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه شيئاً يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار يأتي بها أسطاماً في عنقه يوم القيامة".
فبكى الرجلان، وقال كل واحد منهما:
"حقي لأخي!".
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أما إذ قلتما ذلك؛ فاذهبا فاقتسما ثم توخَّيا الحق، ثم استهما- أي اعملا قرعة على القسمين بعد قسمهما-، ثم ليحل كل واحد منكما صاحبه".
وهذان الرجلان المثاليان في الإيمان بالحق لا نزال إلى الآن نجهل اسميهما لأنهما من عامة الصحابة لا من خواصهم الممتازين بالفضائل الإنسانية النادرة المثال كالعشرة المبشرين بالجنة وطبقتهم ممن اختصهم النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه على محبة الحق، واستجابة أصحابه له فيما أحب أن يكونوا عليه، قد أشاعت هذا الخلق في الخاصة والعامة من أبناء ذلك الجيل المثالي. فلما كانت خلافة الصديق الأعظم رضوان الله وسلامه عليه، ناط منصب القضاء برمز العدالة في الإنسانية- وهو عمر بن الخطاب- فكانت تمر على عمر الأشهر ولا يأتيه اثنان يتقاضيان عنده، وأي حاجة بهذه الأمة المثالية إلى القضاء والمحاكم وهي أمة الحق ومن أخلاقها أن تتحرى الحق بنفسها فلا تحتاج إلى تحكيم القضاء فيه. بل إن الطبقة الدنيا في هذا الجيل- وأحوالها وأخلاقها معروفة في كل جيل وقبيل- وهم ممن يستطيع الشيطان في العادة أن يغلبهم على إرادتهم في بعض الأحيان فيقعون في زلة يستوجبون عليها الحد الشرعي، فإن من أعجب ما وقع في تاريخ البشر أن يأتي من يقع في شيء من تلك الزلة من أهل تلك الطبقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعترف بزلته، ويلح بلجاجة وإصرار على طلب إقامة الحد عليه –وفي ذلك حتفه- ليتطهر مما دنسه به الشيطان.
وكان نبي الرحمة إذا رأى هذا الإيمان العجيب في هذه الطبقة من أصحابه الطيبين يحاول جهده أن يدرأ الحد عنهم بكل ما يجيزه الشرع، فيأبون إلا أن يتعجلوا عقوبة الدنيا ليتقوا بها عقوبة الآخرة.
وهذه الملاحظة عن هذه الطبقة بالذات –قد سبق إلى التنويه والتحدث عنها إمام كبير من أئمة أهل البيت من زيدية اليمن، وهو الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة بن سليمان بن حمزة- المتوفى ببلدة كوكبان باليمن سنة 614 – نقل ذلك عنه عالم الزيدية في القرن التاسع السيد محمد بن إبراهيم بن علي المرتضى الوزير "775-840" في كتابه "الروض الباسم" (1: 55-56) فذكر تلك الطبقة وقال: "إن أكثرهم تساهلاً في أمر الدين ممن يتجاسر على الإقدام على الكبائر لا سيما معصية الزنا.. وذلك دليل خفة الأمانة ونقصان الديانة، بأننا نظرنا في حالهم فوجدناهم فعلوا ما لا يفعله من المتأخرين إلا أهل الورع الشحيح، والخوف العظيم، ومن يضرب بصلاحه المثل ويتقرب بحبه إلى الله عز وجل. وذلك أنهم بذلوا أرواحهم في مرضاة رب العالمين وليس يفعل ذلك إلا من يحق له منصب الإمامة في أهل التقوى والدين" أي أن طبقة الدهماء في ذلك الجيل المثالي- ممن قد يقعون في الكبائر- كان لهم من صدق الإيمان والاستقامة على الحق ما يرفعهم إلى مرتبة من يحق له منصب الإمامة في أمة أهل التقوى والدين، فكيف بخاصة الصحابة الذين نزههم الله عز وجل عن أصغر الهفوات ورفعهم إلى أعلى الدرجات. ولولا أن النبوة ختمت بمربيهم وهاديهم إلى الحق صلى الله عليه وسلم لما كان مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أقل من الأنبياء الذين سلفوا في الأمم الأخرى.
وإن هذا الذي يتكلم عن الزناة من دهماء الصحابة واستحقاقهم لمنصب إمامة إمام من علماء أهل البيت، يعني ما يقول ويعلم معنى أقواله، لكنه رأى هذه الطبقة في ذلك "الجيل المثالي" قد صدر عنها من صدق الإيمان ما لم تر أمة من أمم الأرض مثله فحكم بعلمه وكان منصفاً لنفسه، وللحق، ولدعوة الإسلام وآثارها في أهلها الأولين.
وقد علق على كلام الإمام المنصور بالله علامة الزيدية السيد محمد بن إبراهيم الوزير (1: 55-57) من "الروض الباسم" قائلاً يخاطب قارئ كتابه: "فأخبرني على الإنصاف: من في زماننا –وقبل زماننا- من أهل الديانة سار إلى الموت نشيطاً وأتى إلى ولاة الأمر مقراً بذنبه مشتاقاً إلى لقاء ربه، باذلاً في رضاء الله لروحه، ممكناً للدعوة أو القضاء من الحكم بقتله؟! وهذه الأشياء تنبه الغافل، وتقوي بصيرة العاقل. وإلا ففي قول الله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) كفاية وغنية، مع ما عضدها من شهادة المصطفى عليه السلام بأنهم "خير القرون" وبأن غيرهم "لو أنفق مثل أحد ذهباً ما مبلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه" إلى أمثال ذلك من مناقبهم الشريفة ومراتبهم المنيفة" ونعود إلى المقارنة الأولى بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأمة موسى عليه السلام- وكلاهما من الأولياء أولي العزم- وموسى أتيح له من الوقت لتربية أمته ضعف الوقت الذي أتيح لمحمد صلى الله عليه وسلم في تربية أمته، فكيف نالت أمة محمد صلى الله عليه وسلم هذه المكرمة فكانت "الجيل المثالي" الذي خلده الله عزوجل في القرآن بقوله في سورة آل عمران 110 (كنتم خير أمة أخرجت للناس) بينما الجيل الذي كان مع موسى استحق أن يدمغ بما ورد في سفر العدد (14: 26- 27 و29) كما نقلناه آنفاً عن التوراة التي يطبع منها في كل سنة ملايين النسخ بكل اللغات.
أنا فكرت في هذا الأمر كثيراً من خمسين سنة إلى الآن ومن ذلك الحين وأنا أراقب كل ما يقع عليه نظري من تحقيقات العلماء وخطرات أفكارهم لأصل إلى حكمة الله في هذا الامتياز الذي اختص به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلهم "الجيل المثالي" الوحيد الذي عرفه تاريخ الإنسانية.
فكرت في معادن الأمم ومواهبها، وسجاياها، فراقبتها جميعاً وهي في بداوتها- أي في مادتها الخام- قبل أن تطرأ عليها الحضارات والعلوم المكتسبة والصناعات والأنظمة الاجتماعية التي هي من صنع التشريع البشري، فتبين لي أن الأمة التي منها "الجيل المثالي" في الإسلام، امتازت في بداوتها على كل أمة أخرى في بداوتها بسعة المدارك ونضج العقل، ودقة المشاعر، وجودة الأخلاق، وأنها امتازت في بداوتها بلغة هي أرقى على الإطلاق من كل لغة أخرى للبشر في طورهم البدوي، وكلّ رقي لأي لغة أخرى غير اللغة العربية هو من أثر الحضارة واتساعها الحادث في الصناعات والعمران والفنون والثروة. ولو أن عالماً من علماء اللغات أمسك بيده قلماً بالمداد الأحمر وشطب به كل لفظة في المعجم الألماني أو الإنجليزي أو الفرنسي، يرى أنها من الألفاظ التي حدثت بعد التقدم الصناعي أو العلمي أو الاقتصادي أو الفني، ولم تكن للألمان أو الإنكليز أو الفرنسيين في بداوتهم، لما بقي لهذه الأمم في أكبر معاجمها اللغوية إلا ما يعادل نصف جزء من أجزاء لسان العرب العشرين إن لم يكن أقل من ذلك. والعرب لما استفحل ملكهم وصارت لهم جيوش عظيمة وإصطلاحات عسكرية وإدارية وفلسفية وعلمية وصناعية أبى علماؤهم أن يقحموا على معاجمهم وأصل لغتهم هذه الاصطلاحات الطارئة، فألفوا كتباً مستقلة للاصطلاحات وبقيت معاجم اللغة تمثل أصل اللغة بشواهدها من شعر العرب وحكمتهم وأمثالهم في أيام بداوتهم، فهي برهان حسي قائم أمام الأنظار على ما امتازت به العربية بين جميع اللغات التي نطق بها البشر.
ومما امتازت به الأمة التي ظهر فيها "الجيل المثالي" إنسانيتها العليا في معاملة الغير وإكرامه بالأمن والقرى. وإذا استثنينا ما يكون في حالة الحرب بين القبيلة وغيرها من العرب، فإن جزيرة العرب من أقدم أزمانها إلى هذه الساعة أعظم بلاد الله أمناً على الإطلاق، ينتقل فيها من شاء فيجد لنفسه فندقاً مجانياً عند كل بصيص نور يعشو إليه في الليل، أو أي خباء يلوح له في النهار، وله- حق- الضيافة ثلاثة أيام بلا منٍّ عليه ولا فضل لمضيفيه.
ومن آداب الضيافة عندهم ألا يسألوا ضيفهم حتى عن اسمه. وكان عندهم الأمن المطلق حتى للحمام والظباء وسائر الصيد في داخل أعلام الحرم في جميع أيام السنة، ولو لقي الرجل قاتل أبيه في أرض الحرم، ما كان له أن يروعه أو يزعجه.
أنا مقتنع كما اخت�
Post a Comment
<< Home